رمادي ،
فكرة أن الإنسان يرسخ في ذهنه مبدأ "أكون أو لا أكون" دي من أسوأ ما يرتكبه الإنسان في حق نفسه ،
لأن المبدأ ده مفيهوش غير يا إما أبيض يا إما أسود .
كان نفسي حد يقولي و أنا صغير أن في لو رمادي و كمان أن ده لون جميل و مريح نفسياً و الأهم من ده كله أنه ناتج عن فكرة إبداعية و هي أن اللون ال #رمادي هو مزيج من اللونين الأبيض و الأسود ،
في الحقيقة مبدأ اللون ال #رمادي لو إستبدلناه بالمبدأ السابق هنلاقي حاجات كتير بتتغير و أولها الإنسان (خاصة الإنسان المصري)
مبدأ اللون ال #رمادي ده مطبق في كثير من الدول اللي هي حالياً بتسمى #دول_العالم_الأول طبقوا مبدأ اللون ال #رمادي في شتى مناحي الحياة فإزدهر الإقتصاد و تقدم العلم و ظهرت التكنولوجيا الحديثة و سيطروا على باقي دول العالم .. فقط لأنهم طبقوا مبدأ اللون ال #رمادي ،
الإستثمار في الإنسان و صحته العقلية و البدنية بمبدأ صحي هو أهم أنواع الإستثمار اللي حصل في القرن ال 21 في دول العالم الأول .
اليوم و مع مشاهدتي لتعليقات طلاب مصر الدارسين بالثانوية العامة الحكومية و ما ذكروه من إنتقادات لزمن و أسئلة الإمتحان ، و إنهيار البعض مغشياً عليه ، بل و إنتحار البعض ، و حبذا محاولات البعض الغش بشتى الطرق الممكنة و الغير ممكنة .. كل هذا جعلني أرجع بذاكرتي إلى الوراء تحديداً إلى عام 2017م حيث الحوار الصحفي لوزير التربية و التعليم الحالي Tarek Shawki الذي أجراه آنذاك و تحديداً ما ذكره من فكرة نظام جديد للثانوية العامة و الذي سوف ينهي ما يسمى بكابوس الثانوية العامة داخل البيوت المصرية التي تحمل بداخلها طلاباً يدرسون بالثانوية العامة الحكومية بإختيارهم و رغبتهم و رغبة ذويهم دون أن يجبرهم أحداً على ذلك .. و ما تحتوي عليه الفكرة من لون #رمادي حيث ذكر حينها أن نظام التقييم بالثانوية العامة سيعتمد على نظام الفرص المتعددة و الذي يتم فيه إتاحة 12 فرصة تقييمية للطالب خلال ثلاث سنوات يحصل على أعلى درجات فيها و ذلك بإحتساب أعلى 6 محاولات من أصل 12 محاولة بحيث يتم إحتساب أعلى درجة يحصل عليها الطالب في كل ترم دراسي من أصل محاوليتن .. في الحقيقة كنت منبهراً بهذا النظام خاصة أنه قد تم تطبيقه في كثير من الدول و منها دول عربية كالسعودية و هو مطبق بالفعل في كل المدارس الدولية المصرية ،
و قد أثبت هذا النظام نجاحاً باهراً في إنهاء كابوس الثانوية العامة بتلك الدول .
و لكن ما حدث اليوم في أول إمتحان للثانوية العامة التي يفترض أنها سوف تكون مُنهية لكابوس الثانوية العامة ، فما حدث اليوم هو أشبه بكابوس جديد لا أعتقد أن أحداً سعيداً به إلا المرتزقة و هواة الإنتقاد لمجرد الإنتقاد ، و هو ليس غلطة وزير مُفكر حاصل على درجات علمية رفيعة و صاحب براءات إختراع لأكثر من إختراع في علم هندسة الإتصالات و تكنولوجيا المعلومات فضلاً عن أنه كان مدرساً لعلم الميكانيكا في الولايات المتحدة الأمريكية الذي هو من أصعب العلوم الهندسة بل و في الولايات المتحدة الأمريكية و ليس في أي مكان آخر و فضلاً عن أنه شغل منصب رئيس قسم تطبيقات تكنولوجيا الإتصالات و المعلومات في التعليم و العلوم و الثقافة باليونسكو حول العالم و من المعروف أن منظمة اليونسكو تتقن إختياراتها بدقة ، أما آخر منصب كان يشغله قبل الوزارة فهو عمادة كلية الهندسة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة و من المعروف لدى الجميع كيف تختار الجامعات الدولية قاداتها خاصة الجامعة الأمريكية بالقاهرة ، فمن المؤسف أن يُنتقد رجل بهذا القدر من العلم مِن مَن هم دونه .
أما الآن فأحاول تخيل ماذا لو تم تطبيق فكرة اللون ال #رمادي على هؤلاء الطلاب ؟!
هل كنا سنرى ما شاهدناه اليوم أم لا ؟!
هل كان سينتحر من قرر إنها حياته اليوم بسبب فشله في الحصول على لون واحد (أبيض أو أسود) ؟!
هل كنا سنسمع ضجيج و صراخ أولياء أمور تولوا أمور أبنائهم غصباً و رسموا لهم مستقبلاً على أهوائهم الشخصية .. دون حتى الإهتمام لمراد الأبناء ؟!
هل كنا سنرى الطالب المفكر الذي يمدح عقلية واضع الإمتحان و يبدي إعجابه بالأسئلة الإبداعية التي تميز المبدع من غيره ؟!
هل كنا سنرى طالباً يكرم ضمن الأوائل و يخالفهم الإختيار بدلاً من الطب يختار الزراعة أو الأحياء أو الرياضيات أو غيرها من التخصصات فقط لأنه أحب هذا العلم و أراد أن يتخصص فيه ؟!
هل كنا سنرى اللون ال #رمادي في التخصصات الجامعية أم أنه قد كُتبَ على طلاب مصر في الماضي و الحاضر و المستقبل إلتحاقهم بالجامعات عن طريق بنك الحظ (مكتب التنسيق) ليدرسوا تخصصاتهم الجامعية حسب درجاتهم في المرحلة الثانوية فقط ؟!
ماذا لو كان هناك لوناً #رمادياً حقاً في جامعات مصر فينتهي كابوس ما يسمى ب #كليات_القمة ، فيختار كل طالب ما يحب و يرغب في دراسته و من ثم يعمل بما علم ليصبح لكلٍ قمته الخاصة ؟!
ماذا لو أتيح المجال لدي الجميع فيتمكنوا إذا أرادوا تغيير التخصص و العمل عن طريق ما يسمي ب "كاريير شيفت" (حقاً لا أعلم معناها بالعربية ، و لكنها حقاً أجمل ما في اللون ال #رمادي ) فترى المحامي ذو ال40 عاماً يصبح طبيباً ماهراً في عمر ال50 دون وجود أي مانع طالما أنه أراد و إجتهد فإستحق .
كلها أمنيات لعلها تتحقق في مصر مستقبلاً كما هي واقعاً ملموساً الآن في #دول_العالم_الأول فنرى المتعلم يتعلم من أجل العلم فقط لا غير و لا قيمة لورقةمعلقة على حائط بداخل برواز كان صاحبها مجبراً عليها بسبب بنك الحظ .
ما لو رفع على كل جامعة أو مؤسسة دراسية شعار :
"العلم لمن أراد التعلم" .
في النهاية : أنا شخصياً سعيدٌ بوجود اللون ال #رمادي في حياتي و مازلت أعمل بعون الله و توفيقه على جعله في حياتي و إلى مماتي ، أما ما بعد الموت فلا #رمادياً هناك فإما جنة و إما نار .. أسأل الله الجنة و ما قرب إليها من قول أو عمل بفضله ﷻ .
كتبه : أيمن الزمبيلي
بتاريخ : ( 10 / 07 / 2021 )